مولود جديد للكاتبة " فاطيما يوسف" يصدر عن كيان اللا رواية للنشر الإلكتروني وبدعمكم قد يتحول الحلم لحقيقة وتصبح ورقى
إسم العمل : يوميات اللارواية الرمضانية
المؤلفة: فاطيما يوسف
دار النشر : اللارواية للنشر الالكتروني
سنة النشر : 2023
التصنيف : اسكريبت
تصميم الغلاف : ميري عماد
#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
#لا_اله_الا_انت_سبحانك_إني_كنت_من_الظالمين
#من_حياة_الإمام_الغزالي
#بقلمي_فاطيما_يوسف .
يجلس الملك على عرشه وأمامه رجل من عامة الناس يحكي عليه ما قاله الغزالي وهو يخطب بالناس حيث قال الملك بإستغراب:
_الغزالي قال أنني حاكم ظالم !
فأجابه الرجل بكل تاكيد وهو يومئ برأسه قائلاً :
_وقال إني من واجبه أن ينبهك إلى عاقبه الظلم كما فعل طوس مع هشام بن عبد الملك .
نظر إليه الملك باستغراب وردد باستنكار :
_الغزالي قال ذلك ؟
أنا لا أصدق مستحيل !
أجابه الرجل قائلا بتأكيد :
_بل قال أكثر من ذلك،
لقد قال أنه لا يجوز للعلماء أن يأخذوا منك مالاً لأنه مال مشكوك فيه .
أشار إليه الملك بيديه وردد بتساؤل :
_هل سمعه أحد غيرك ؟
حرك الرجل رأسه بقبول وأجابه بتوضيح:
_ كثيرون يا مولاي المسجد كان مملوءا بكثير من الناس،
وأنا ناديته ليعظ الناس ظنا مني أنه معتدل التذكير لكنه خيب ظني وصدمني بما قال .
غضب الملك بشدة ونادى بصوت عالي :
_أيها الحاجب ائتني بالغزالي في الحال.
فأشار الرجل الى الحاجب قائلا :
_انتظر أيها الحاجب ،
عذرا يا مولاي فاأنا لا أريد ان أظهر بشكل سافر أمام الناس أنني أمشي بينهم بالنميمة ،
كما أن الغزالي لو علم أنني أبلغتك لأخذ حذره مني .
أجابه الملك بكل هدوء :
_وأنا لا أقبل اتهام الغزالي دون مواجهة أو تحقيق ،
ثم أمر الحاجب بإتيان الغزالي،
وذهب الحاجب إلى المدرسة التي يوجد بها الغزالي وأمره أن يأتي معه إلى الملك ،
وصل الغزالي مع الحاجب إلى مجلس الملك وردد عليه الملك قائلا بتساؤل غاضب :
_هل وصل بك الأمر أن تتهمني أمام الناس وعلي المنابر يامحمد يا غزالي ؟
استمع إلى سؤاله وأجاب بتأدب :
ليس من عادتك يامولاي أن تستقبلني هذا الإستقبال .
فرد الملك بعتاب:
_ وليس من عادتك يامحمد أن تتناول سيرتي أمام الناس .
اندهش الغزالي واجاب بإبانة:
_ أولاً يا مولاي لو أنني وجدت ما يستوجب النصح لواجهتك ،
فلا أدخل عليك بالإستئداب وبيني وبينك مايسمح بالأخذ والرد ،
فلماذا أضيع الود الذي بيننا وأهاجمك علي المنابر ؟!
واسترسل الغزالي حديثه قائلاً:
_ علي أية حال البينة على من ادعي وأنت تتهمني فلابد أن تأتي بالبينة .
نظر الملك إلي الرجل قائلاً بأمر :
_ تكلم يا رجل واجهه بما قال .
هز الوزير رأسه قائلا:
_ نعم نعم سأواجهه ،
ثم وجه حديثه إلي الغزالي قائلاً بتأكيد :
_ إنه قال لا يجوز للعالم أن يأخذ درهما واحدا من الحاكم الظالم وأنت الحاكم هنا فإذا أنت الظالم .
استمع الغزالي الى كلامه وردد بتساؤل :
_وقلت ماذا ايضاً أيها الرجل ؟
أجابه الرجل بما قاله:
_ وقلت ايضاً أنه لابد للعالم أن ينبه الحاكم ليتعظ .
نظر الغزالي إلي الملك وتحدث بتوضيح :
_نعم يامولاي ماقلته عن العالم والحاكم الظالم صحيح ،
وكاد أن يكمل كلامه إلا أن الرجل ردد متدخلا:
_ أرأيت يامولاي آهو يعترف .
فنظر إليه الغزالي مرددا باستنكار:
_اسكت يارجل أنا لم أكمل كلامي بعد ،
ونظر إلي الملك مكملاً بإبانة :
_أحب أن أوضح لك أنني كنت أرد على اسئلة موجهة لي من هذا الرجل ،
فلو كان يقصدك أنت فليوضح لنا من الحاكم الظالم ؟
تحدث الرجل بلجلجة مرددا بنفي :
_ معاذ الله أن أذكر الملك بالظلم .
ابتسم إليه الغزالي وردد بتساؤل:
_وهل يوجد هنا حاكم غيره ؟
أجابه الرجل بتأكيد :
_ نعم يوجد الوزير و القاضي وقائد الشرطة وغيرهم وهؤلاء جميعاً من الحكام .
أكمل الغزالي متسائلا للرجل :
_ ومن فيهم تقصد بالحاكم الظالم ؟
مسح الرجل جبينه بتوتر وأجاب بتهتة:
_ها أقصد ....
وكاد أن يكمل إلا أن الملك أدلي عليه قائلا بغضب :
_ كفي يارجل ، كفاك فتنة ،
وأكمل الملك بحزن :
_ كنت أظن أن المكائد ستنتهي برحيل الحسن بن الصباح ولكن يبدو لن تنتهي أبدا ، لن تنتهي .
وانصرف الغزالي بعدما أدلي بنصائحه علي ذلك الرجل من أثر الفتنة والمصائب التي تأتي من ورائها ،
وعاد إلي منزله وجد زوجته تتمشي بهدوء فهي في أواخر حملها ،
أخذ بيدها وسألها وهو يشفق علي حالها المتعب مرددا :
_ ماذا بكِ هل يتعبك الحمل ؟
ابتسمت لسؤاله وأجابت بمحبة :
_ نعم يتعبني ولكنه تعب محبب إلي قلبي لكي أنجب لك الطفل الذي طالما حلمنا به .
واسترسلت بتساؤل قائلة :
_ إلا قول لي ياشيخ قال الله في كتابه العزيز
" ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً "
وقال في موضع آخر في سورة لقمان ،
" ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه وهنا علي وهن "
فما معني الكره هنا وما معني الوهن ؟
ابتسم علي تساؤلها وردد مجيبا بمحبة واستفاضة :
_ إن الله يخاطب الأبناء في الآيتين ويوصيهم بحسن معاملة الآباء ،
ويبين لهم كم عانت الأم في الحمل والولادة ليكون باعثا لهم علي الإحسان ،
وقوله "حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً"
معناه ان الأم قاست وعانت معاناة كبيرة وانها تألمت كثيرا من مشقة الطلق ،
اما قوله تعالى " حملته أمه وهنا علي وهن" فمعناه المشقة والوهن والضعف أي أن الآيتين تؤكدان معنيً واحداً .
ابتسمت إليه وتحدثت بسعادة:
_ ياه ياشيخ كم كنت أود ان أعرف معني الآيتين ،
بارك الله فيك وزادك من علمه وفضله .
موقف بسيط من حياة الغزالي
بقلمي فاطيما يوسف