اللارواية للنشر الإلكتروني اللارواية للنشر الإلكتروني

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

يوميات اللارواية الرمضانية للكاتبة سماح نجيب

 مولود جديد للكاتبة " سماح نجيب" يصدر عن كيان اللا رواية للنشر الإلكتروني وبدعمكم قد يتحول الحلم لحقيقة وتصبح ورقى 

إسم العمل : يوميات اللارواية الرمضانية

المؤلفة: سماح نجيب

 دار النشر : اللارواية للنشر الالكتروني

سنة النشر : 2023

التصنيف : حلقة خاصة

تصميم الغلاف : ميري عماد



" ذكريات رمضانية " 

عاد الصغير من مدرسته ، وذهب ليبحث عن والدته عند غرفة شقيقته الصغرى ، إلا إنه لم يجدهما هذه المرة ، فألقى حقيبته وتثاقلت خطواته فى الذهاب للغرفة الأخرى ، إذ أنه اليوم بداية شهر رمضان المبارك ، والذى أعتاد على صيامه منذ أن كان بالسادسة من عمره ، فتوجه إلى غرفة والدته وإستأذنها فى الدخول 

دخل الصغير وسألها :
– ماما أنتوا بتعملوا ايه هنا كنت بدور عليكم فى الأوضة التانية ، ايه الحاجات اللى على الأرض دى

إبتسمت والدته وتساءلت بمحبة :
– تعال يا حبيبى حمد الله على السلامة ، عملت ايه فى المدرسة النهاردة ، وعامل ايه فى الصيام ؟

أرتمى الصغير على الفراش قائلاً بصوت منخفض :
– الحمد لله هو لسه كتير على المغرب 

ضحكت والدته وردت قائلة بحنان :
– دا الضهر لسه مأذن من شوية ، بس أنت شطور كل رمضان بتصوم معانا وأوعى تضحك عليا وتفطر من ورايا هزعل منك 

رفع الصغير رأسه قليلاً ونظر لشقيقته قائلاً بتذمر :
– وهى مش بتصوم هى كمان ليه يا ماما 

قبلت والدته رأس الصغيرة الجالسة بجوارها على الأرض وقالت :
– هى يا حبيبى لسه صغيرة على الصوم بس عارف هى مرضيتش تاكل ولا تشرب لدلوقتى ، فهى عايزة تعمل زيك وتبقى شطورة وتصوم 

قالت الصغيرة ببراءة :
– أختك لسه صغيرة وأنا بكرة هبقى كبيرة وأصوم وأبقى شطورة

أخذت والدتها وجهها بين كفيها وقضمت وجنتها قائلة بلطافة :
– مخلفة بغبغان بيردد ورايا الكلام ، اسكتى بقى يا شيخة 

وضعت الصغيرة يداها حول وجه والدتها وضحكت قائلة :
– أسكتى أنتى يا شيخة جننتينى

هز الصغير رأسه ومن ثم نظر للأشياء الموضوعة أمام والدته فقال متعجباً:
– هى ايه الحاجات اللى قدامك دى يا ماما 

ردت والدته :
– ده صندوق فيه فانوسى القديم اللى جدك الله يرحمه كان إشترهولى وكمان اللعب اللى كنت بلعب بيها وأنا صغيرة فى رمضان ، فإشتاقت للحاجات دى فخرجت الصندوق أتفرج عليهم وأفتكر أيام رمضان زمان 

أخرجت والدته فانوس بلون الأحمر مصنوع من البلاستيك وقالت :
– شايف الفانوس ده كنت بلعب بيه مع العيال فى الشارع بعد الفطار 

قال الصغير :
– دلوقتى شكل الفانوس اتغير يا ماما ، وكمان مبقاش فى أولاد بيخرجوا يلعبوا فى شارعنا بالفوانيس 

حركت والدته رأسها بأسف :
– الزمن اتغير كتير عن زمان 

تناول الصغير إحدى الصور فى يديه متسائلاً :
– مين اللى فى الصورة دول يا ماما

أجابته والدته بحنين وإبتسامة :
– دول صحباتى كانوا معايا فى المدرسة وهعرفك عليهم لما نسافر عن جدتك لأن هم عايشين هناك مش هنا 

فرد الصغير :
– بجد هنسافر عند تيتة إمتى بقى علشان ألعب مع أولاد خالى 

أمسك بصورة أخرى من الصندوق ونظر لوالدته متسائلاً :
– دى صورة قديمة أوى بس معرفش حد فيهم غير جدى الله يرحمه بس كان يوم إيه ده ؟

أخذت والدته منه الصورة وفرت دمعة ساخنة من إحدى عينيها وقالت :
– دى صورة من عزومة فى رمضان كان جدك عاملها لكل أخواته وولادهم كنت لسه فى الابتدائية ، وبعد الفطار كنا نخرج نشترى بومب وصواريخ ونفرقعهم ومرة فرقعت بومب رعبت بيه خالك ، وجريت قبل ما يضربنى

مسحت وجهها وإبتسمت فجأة على تلك الذكرى مع شقيقها الكبير ، فتحمس الصغير قائلاً:
– أنا كمان عايز أشترى بومب وصواريخ وألعب بيهم 

 ردت والدته وهى تغلق الصندوق :
– لما بابا ييجى إن شاء الله لأن الحاجات دى مش لازم تلعب بيها وأنت صغير لوحدك  يلا قوم غير هدوم المدرسة وأرتاح شوية على ما أقوم أشوف الأكل بتاع الفطار 

قال الصغير :
– أنتى قولتى هتعمليلى محشى النهاردة صح ، أنا لما المغرب هيأذن هكون جعان أوى 

إبتسمت والدته وقالت وهى تستقيم بوقفتها :
– ياريت بس أنت تاكل مش تشرب الماية والعصير وتقولى مش قادر أكل يا ماما

تمطى الصغير بذراعيه قائلاً بكسل :
– أنا حاسس إن عايز أنام 

قرصت والدته وجنته قائلة برفق:
– قوم غير هدومك ويلا صلى الضهر ،قعدت ترغى معايا وسايب الصلاة ، حتى لو عايز تنام ، قوم صلى الأول وبعدين نام شوية لحد العصر وقوم ذاكر واكتب واجبك ، مضيعش يومك من غير فايدة علشان تاخد ثواب صيامك ، وبعد الفطار إن شاء الله هديك هدية حلوة علشان أنت صايم 

إستمع الصغير لوالدته وذهب إلى غرفته وبعد إنتهاءه من تبديل ثيابه ذهب إلى المرحاض ، ورغم رؤيته للماء المتدفقة من الصنبور وهو يشعر بالعطش ، إلا أنه تذكر تحذير والدته له ، كما أنه فى شدة الحماس لمعرفة تلك الهدية التى وعدته بها ، وبعد إنتهاءه من صلاته ذهب لفراشه ، وسرعان ما ذهب فى النوم ، بينما ذهبت والدته للمطبخ تسير خلفها الصغيرة 

فجذبت ثياب والدتها قائلة :
– ماما أنا عطشانة ، هشرب وهبقى صايمة زيكم تانى

ضحكت الوالدة وحملتها وأجلستها أمامها وقالت :
– أشربى يا روحى ولو عايزة تاكلى هجبلك تاكلى أنتى لسه سنك صغير ومش فرض عليكى تصوم بس برضه أنتى شطورة صومتى كام ساعة وهخلى بابا يجبلك حاجة حلوة ، يلا بقى خلينى أشوف هعمل ايه ، علشان قبل المغرب نقعد نسبح ونقرأ قرآن وندعى ربنا 

مرت ساعات النهار ووالدتهما تعمل على تحضير أشهى المأكولات وبعد إنتهاءها جلست مع الصغيران يقرأون القرآن وتعلمهما التسبيح والدعاء ، وبسماع إنطلاق المدفع وتلاه صوت المأذن فى المسجد القريب ، ناولهم الوالد حبات من التمر وهو يقول :
– خد أنت وأختك وقولوا ورايا اللهم لك صومت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله

ردد الصغيران ما قاله والدهما وبعد تناول حبات التمر وكوب العصير ، ذهب الصغير ووالده للمسجد لصلاة المغرب ، وصلت الصغيرة برفقة والدتها بالمنزل ، وبعد عودتهما جلسوا جميعهم حول المائدة وتناولوا طعام الإفطار ، وبعد إنتهاءهم ، ذهبت والدته لغرفتها وخرجت بعد برهة تحمل صندوق بين يديها 

ترك الصغير مكانه وأقترب منها قائلاً بحماس:
– هى دى هديتى صح

حركت والدته رأسها بالإيجاب وردت قائلة:
– أيوة دى هديتك ، يلا أفتحها وشوفها 

وجده صندوق مغلف على شكل هدية ، فتحمس لمعرفة ما بداخله ، وقام بفتحه فى ترقب وشغف ، فوجد به برواز خشبى أنيق بداخله إسمه مكتوباً بخط مميز ومزود بإنارة ، وجملة أخرى مكتوبة فى أعلى البرواز وهى عبارة ، " رمضان كريم " 

 سعد جدًا وقفز الصغير من شدة الفرح وعانق والديه وشكرهما على هديتهما له  فإبتسمت والدته وقالت :
– البرواز ده قولت لباباك يشتريه علشان أنت شاطر وبتصوم معانا وكمان بتصلى ودى عروسة طمطم علشان أختك 

تأمل روعة نقش إسمه المكتوب بالخط العربى ، كأنه لوحة فنية من التراث ، وبعد ذلك ساعدته والدته فى تعليقها فى غرفته ، بينما راحت الصغيرة تلهو بدميتها مع والدها حتى سمعوا صوت المأذن يأذن لصلاة العشاء ، فبعد الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح ، ذهبوا جميعهم لزيارة منزل جده وأعمامه ، وكانوا فى غاية السرور ، وسهروا ولعب الصغار مع بعضهم البعض حتى تأخر الوقت وعادوا إلى المنزل ، وقامت والدته بإعداد السحور ، فجلس الصغير يتناول طعامه ويتمنى لو أن كل يوم فى رمضان يحصل على هدية ويذهب لزيارة جده وأعمامه ، كأنه راغباً فى إدخار تلك الذكريات كما أدخرت والدته ذكرياتها فى صندوق " ذكريات رمضانية"

عن الكاتب

Mona wagih

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

جميع الحقوق محفوظة

اللارواية للنشر الإلكتروني